THOUSANDS OF FREE BLOGGER TEMPLATES

Sunday, July 26, 2009

بر الوالدين بعد الوفاة


أخرج أبو داود وابن ماجه عن أبي أسيد مالك بن ربيعة رضي الله عنه قال ‏{‏ بينا نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه رجل من بني سلمة فقال: يا رسول الله هل بقي من بر أبوي شيء أبرهما به بعد موتهما ‏؟‏ قال نعم الصلاة عليهما ‏,‏ والاستغفار لهما ‏,‏ وإنفاذ عهدهما من بعدهما ‏,‏ وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما ‏,‏ وإكرام صديقهما ‏}‏ رواه ابن حبان في صحيحه وزاد في آخره ‏{‏ قال الرجل ما أكثر هذا يا رسول الله وأطيبه ‏,‏ قال فاعمل به ‏}‏ ‏ وأخرج مسلم عن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا من الأعراب لقيه بطريق مكة فسلم عليه عبد الله بن عمر وحمله على حمار كان يركبه وأعطاه عمامة كانت على رأسه ‏.‏ قال ابن دينار ‏:‏ فقلنا أصلحك الله إنهم الأعراب وهم يرضون باليسير ‏,‏ فقال عبد الله بن عمر إن أبا هذا كان ودا لعمر بن الخطاب وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‏{‏ وإن أبر البر صلة الولد أهل ود أبيه ‏}‏ ‏.‏ ‏ ‏وأخرج ابن حبان في صحيحه عن أبي بردة قال ‏:‏ ‏{‏ قدمت المدينة فأتاني عبد الله بن عمر فقال أتدري لم أتيتك ‏؟‏ قال قلت لا ‏.‏ قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من أحب أن يصل أباه في قبره فليصل إخوان أبيه ‏}‏ ‏.‏ وأنه كان بين أبي عمر وبين أبيك إخاء وود فأحببت أن أصل ذاك ‏.‏ ‏ ‏وقد ورد في هذا الباب عدة أخبار ‏,‏ من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم ‏{‏ الود يتوارث والبغض يتوارث ‏}‏ وقوله ‏{‏ ثلاث يطفين نور العبد ‏:‏ أن يقطع ود أبيه ‏,‏ ويبدل سنة صالحة ‏,‏ ويزني ببصره في الحجرات ‏}‏ وذكر في الآداب الكبرى قال ‏:‏ مكتوب في بعض كتب الله لا تقطع من كان أبوك يصله فيطفى نورك ‏.‏ انتهى ‏.‏ ‏ ‏‏وقال عبد العزيز بن أبي الرواد ‏:‏ إذا كان الرجل بارا بأبويه في حياتهما ثم لم يف بعد موتهما بنذورهما ولم يقض ديونهما كتب عند الله تبارك وتعالى عاقا ‏.‏ وإذا كان لم يبرهما وأوفى بنذورهما وقضى ديونهما كتب عند الله سبحانه وتعالى بارا ‏.‏ ذكره الحجاوي رحمه الله ‏.‏ ‏ ‏وقال أبو الليث في تنبيهه ‏:‏ فإن سأل سائل أن الوالدين إذا ماتا ساخطين على الولد هل يمكنه أن يرضيهما بعد وفاتهما ‏,‏ قيل له بل يرضيهما بثلاثة أشياء ‏,‏ أولها أن يكون الولد صالحا في نفسه ‏;‏ لأنه لا يكون شيء أحب إليهما من صلاحه ‏.‏ ‏ ‏والثاني ‏:‏ أن يصل قرابتهما وأصدقاءهما ‏.‏ ‏ ‏والثالث ‏:‏ أن يستغفر لهما ويدعو لهما ويتصدق عنهما ‏.‏ ‏ ‏وذكر عن بعض التابعين أن من دعا لأبويه في كل يوم خمس مرات فقد أدى حقهما لقوله تعالى ‏{‏ أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير ‏}‏ فشكر الله أن تصلي في كل يوم خمس مرات ‏,‏ وكذا شكر الوالدين أن تدعو لهما في كل يوم خمس مرات ‏,‏ والله أعلم ‏.‏



معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته وقواعدهم في إثباتها
خالد بن محمد السليم
أهل السنة يؤمنون بما وردت به نصوص القرآن والسنة الصحيحة إثباتًا ونفيًا، فهم: يسمون الله بما سمى به نفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، لا يزيدون على ذلك ولا ينقصون منه من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل.وينفون عن الله ما نفاه عن نفسه في كتابه أو على لسان رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، مع اعتقاد أن الله موصوف بكمال ضد ذلك الأمر المنفي.وبذلك يكونوا قد اتبعوا منهج القرآن والسنة الصحيحة.قال الإمام أحمد - رحمه الله- : "لا يوصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا نتجاوز القرآن والسنة".قال تعالى: ?لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ? فهذا رد على الممثلة ? وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ? [الشورى:11] رد على المعطلة.وتوحيد الأسماء والصفات له ضدان هما : التعطيل والتمثيل . فمن نفى صفات الرب عز وجل وعطلها ، فقد كذب تعطيله توحيده ، ومن شبهه بخلقه ومثله بهم ، فقد كذب تشبيهه وتمثيله توحيده.أشهر الفرق المخالفة لأهل السنة في أسماء الله وصفاته.أولاً الجهمية. وهي فرقة تنسب للجهم بن صفوان تنفي أسماء الله وصفاته.حكم القول بنفي الأسماء والصفات:قال العلامة ابن تيمية رحمه الله [1] : "والتحقيق أن التجهم المحض- وهو نفي الأسماء والصفات، كما يحكى عن جهم والغالية من الملاحدة ونحوهم، من نفي الأسماء الحسنى- كفرٌ بينٌ مخالفٌ لما علم بالاضطرار من دين الرسول صلى الله عليه وسلم". ثانياً: المعتزلة . وهي فرقة تنسب لواصل بن عطاء وهم يقولون بإثبات الأسماء مجردة عن الصفات فزعموا أن الله عر وجل لا علم له ولا قدرة ولا حياة ولا سمع ولا بصر له.وحقيقة أمرهم أنهم أرادوا أن ينفوا أن الله عالم قادر حي سميع بصير، فمنعهم خوف السيف من إظهارهم نفي ذلك، فأتوا بمعناه لأنهم إذا قالوا: لا علم لله ولا قدرة له، فقد قالوا: إنه ليس بعالم ولا قادر.وهذا إنما أخذوه عن أهل الزندقة والتعطيل لأن الزنادقة قال كثير منهم: إن الله ليس بعالم ولا قادر ولا حي ولا سميع ولا بصير.ثالثاً : الأشاعرة.وهي فرقة تنسب للإمام أبي الحسن الأشعري الذي رجع إلى طريق أهل السنة في آخر حياته–في الجملة – . وقولهم في هذا الباب هو إثبات الأسماء الحسنى [2] .وهم في باب الصفات فريقان:الفريق الأول: قدماء الأشاعرة ينفون الصفات الاختيارية [3] .الفريق الثاني: متأخروا الأشاعرة وهم لا يثبتون من الصفات سوى سبع صفات وهي: (العلم، القدرة، الحياة، السمع، البصر، الإرادة، الكلام).وأما بقية الصفات فإنهم يحرفونها كتحريفهم لمعنى (الرحمة) إلى (إرادة الثواب، أو إرادة الإنعام) و (الود) في (الودود) ب (إرادة إيصال الخير).قواعد أهل السنة في إثبات أسماء الله الحسنى [4] .القاعدة الأولى : أسماء الله تعالى توقيفية.أسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها فلا يسمى الله عز وجل إلا بما جاء به الكتاب والسنة فلا يزاد فيها ولا ينقص؛ لأن العقل قاصر عن معرفة مايستحقه الله تعالى من الأسماء فوجب الوقوف في ذلك على النص والدليل قوله تعالى(وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) [الإسراء: 36 ] فوجب سلوك الأدب والاقتصار على ما جاء ت به النصوص فهذا الباب ليس من أبواب الاجتهاد ؛ ولذا لا يسمى الله سبحانه بالعارف ولا يوصف بالعاقل ولا يجوز أن يشتق من الفعل أو من الصفة اسماً لله تعالى ، مثل اسم (المنتقم) ؛لأنه لم يرد إلا مقيداً في قوله تعالى: ( إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُون ) [السجدة :22].والخلاصة: أن التوقيف في أسماء الله معتبر، والإذن في جوازها منتظر، فلايسمى الله إلا بما ورد به الخبر.القاعدة الثانية : باب الصفات أوسع من باب الأسماء .فكل اسم من أسماء الله يجوز أن يشتق منه صفة لله عز وجل فالعليم يشتق منه صفة العلم، والحكيم يشتق منه صفة الحكمة ، ولكن ليس كل صفة يؤخذ منها اسم لله , مثل الكلام صفة لله عز وجل ولكن الله سبحانه ليس من أسمائه المتكلم . ومن أجل ذلك كان باب الصفات أوسع من باب الأسماء ، فالله يوصف بصفات كالكلام، والإرادة، والاستواء، والنزول، والضحك، ولا يشتق له منها أسماء ، فلا يسمى بالمتكلم ، والمريد، والمستوي، والنازل، والضاحك، لأنها لا تدل في حال إطلاقها على ما يحمد الرب به ويمدح ، وفي المقابل هناك صفات ورد إطلاق الأسماء منها كالعلو، والعلم، والرحمة والقدرة ، لأنها في نفسها صفات مدح والأسماء الدالة عليها أسماء مدح فمن أسمائه: العلي، والعليم، والرحيم، والقدير.القاعدة الثالثة : أن باب الإخبار أوسع منهما.فما يدخل في باب الإخبار عنه تعالى أوسع مما يدخل في باب أسمائه وصفاته كالشيء،والموجود ، فإنه يخبر به عنه ولا يدخل في أسمائه الحسنى وصفاته العليا.فالنصوص جاءت بثلاثة أبواب هي "باب الأسماء" و"باب الصفات" و"باب الإخبار".القاعدة الرابعة: أسماء الله كلها حسنى.أسماء الله كلها حسنى ،وقد وصف الله تعالى أسماءه بالحسنى في أربعة مواضع من القرآن الكريم، وهي: 1- قوله، تعالى: ( وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأعراف:180].2- قوله تعالى( قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ) [الإسراء :110].3- قوله تعالى: ( وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) [طه:7, 8].4- قوله تعالى: ( هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) [الحشر:24] .والحسنى: مؤنَّث الأحسن . أي البالغة في الحسن غايته فأسماء الله هي أحسنُ الأسماء وأجلُّها لاشتمالها على أحسن المعاني و أشرفها. فالحيُّ : متضمن للحياة الكاملة التي لم تُسبق بعدم ولا يلحقها زوال.والرحمن: متضمن للرحمة الكاملة التي قال عنها رسول الله ?: "لله أرحم بعباده من هذه بولدها" يعني أم صبي وجدته في السبي فأخذته وألصقته ببطنها وأرضعته [5] .والتي قال الله عنها: ( وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ) [الأعراف:156] ، وقال عنها المقربون من ملائكته: ( رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً ) [غافر:7]. القاعدة الخامسة : الأسماء الحسنى لا تحدّ بعددالأسماء الحسنى لا تدخل تحت حصر ، ولا تحد بعدد فإنَّ لله تعالى أسماء وصفات استأثر بها في علم الغيب عنده لا يعلمها ملك مقرب ولا نبي مرسل كما في قوله صلى الله عليه وسلم : ((أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحداً من خلقك أو أنزلته في كتابك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك )) [6] .القاعدة السادسة : الإيمان بأسماء الله يتضمن أموراً: أولاً: الإيمان بثبوت ذلك الاسم لله عز وجل.ثانيًا: الإيمان بما دل عليه الاسم من المعنى أي "الصفة".ثالثاً: الإيمان بما يتعلق به من الآثار والحكم والمقتضى.ولو أخذنا اسم الله السميع فإننا نثبت الاسم أولاً ، ونثبت "السمع" صفة له ثانياً , ثم نثبت ثالثاً: الحكم أن الله يسمع السر والنجوى .والأثر: وهو وجوب خشية الله ومراقبته وخوفه والحياء منه عز وجل.